An Unbiased View of نقاش حر



أما الليبرالية العربية الجديدة فهذه الحرب تبشّر أيضًا بولادتها؛ ليس المقصود “النيوليبرالية” بل الليبرالية التي تتجاوز أزمة الليبراليين العرب المزمنة وهي عجزها عن الإيمان الصادق والتنظير القوي لمثلث الحريّات والقضايا التاريخية وفكرة الدولة؛ لطالما كانت الليبرالية العربية بعد الاستقلال -لأسباب تاريخية وسياسية- ترى هذه الأمور متناقضات تعجز عن الجمع بينها. ليبراليون عرب بارزون يقفون اليوم بلا مواربة مع المقاومة الفلسطينية ويفهمون أمورًا مثل الكرامة الوطنية والأمن القومي والمشترك الثقافي العربي إلى جانب حقوق الإنسان والديمقراطية ويتمكنون من الربط بينهما، ويستطيعون مقارعة المساندة الغربية للإجرام الإسرائيلي بدون تأتأة، وبدون أن يدفعهم ذلك إلى نفي إيمانهم بالحريات والديمقراطية.

وحول محاولة مؤيدين للنظام المصري إنشاء غرف وفتح نقاشات على التطبيق، قال "ستحاول الأنظمة استخدام التطبيق لخدمة أجندتها التضليلية واستمرار التجهيل وتزييف الوعي".

وحسب كلير تشامبيرس، محاضرة في الفلسفة السياسية في كلية جيسس كامبريدج: "إذا كنا لا نتفق على القيم الأساسية، فلا يمكننا الخوض في نقاش.

كلا الأمرين صعب للغاية، ولكي ينفذ يستلزم شروطًا لا يوفرها العالم الراهن، ولا يمتلك النظام العربي جهاز دولة عاتٍ ولا شرعيّة تمكّنه من توفيرها، وحتى يتمكن من بناء مقوّمات تؤهله لتنفيذ أحلامه عليه أن يمارس سياسات نظام دولة قومية حديثة؛ أي دولة تُخلق من تراكمه الحضاري ويتميّز أمنها القومي من أمن النظام الحاكم.. أي على النظام العربي أن ينفي نفسه حتى يحقق أهدافه، وهذه معضلة النظام الأخرى التي لا فكاك منها؛ وليس لديه أمامها إلا الهروب إلى الأمام.

وتوافقه الرأي كلير تشامبيرس قائلة: "عليك التشكيك بافتراضاتك وإدراك حدود موقعك من النقاش".

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف درديري، أن التطبيق له ميزة ليست متوفرة في تطبيقات أخرى، وهي أنه أكثر تنظيما، كما يسمح بالحوار المباشر والسماح بالدخول والخروج بأريحية.

لذا لا داعي لتجنب الجدل والنقاش حسبما تقول المؤلفة تيماندرا هاركنيس في كتابها "كيف تخالف الرأي: دليل المبتدئين لإجراء نقاش أفضل"، والمهم أن تسأل نفسك إن كنت قادراً على النقاش بطريقة بنّاءة أم لا.

الجدل لا يعني أن تكون فظاً، بل لا بد من تجنب الإهانات الشخصية لإجراء نقاش بنّاء.

يجب التفكير من منظورهم، ومن يعلم، قد تغير رأيك عندما تفعل ذلك".

هذا علاوة على أن فكرة تضامن الشعوب والدول مع القضايا التي تهم النظام العربي ستضمُر؛ الغرب، مثل كل قوي انتهازي، لا يُكافئ الضعفاء الذين يعجزون عن اتخاذ مواقف سياسية (بله عسكرية) من مذبحة تدور على أرضهم أو على الأقل ضد “جيرانهم”، حتى وإن كانوا يخدمون سياساته. فإذا كنتَ ضعيفًا هكذا -أو مفرطًا في التودّد- ما الذي سيدفع الغرب إلى الضغط على دول تدافع عن مصالحها بوضوح وشراسة (مثل إيران وتركيا وأثيوبيا) والمخاطرة باستفزازها حفاظًا على مصالحك التي ثَبُتَ بدماء آلاف الأطفال أنك غير مستعد لإشهار القوة، أي قوة، في الدفاع عنها؟ أما دول العالم الثالث التي تطمح للعب دور في العالم فهي لن ترى أي قواسم أخلاقية مشتركة يمكن البناء عليها مع النظام العربي. كما أنه سيبدو طرفًا غير مأمون الجانب؛ بعض الدول في أقصى المعمورة يقطع العلاقات مع إسرائيل بسبب اقترافها إبادة تدور تحت بصر النظام العربي وسمعه وهو غير مستعد حتى للضغط لإدخال المساعدات وإجلاء الجرحى. أما “مصلحيًا” فالنظام العربي لن يكون طرفًا ضروريًا فقد ثَبُت أن الضغط البسيط عليه كافٍ، ولأن المرء، كما قال أحد الساسة السودانيين في موضوع آخر قبل قرابة ثمانين عامًا، يتحدث إلى سائق العربة وليس إلى الخيول التي تجرُّها!

بدوره، يرى مدير المركز الدولي للدراسات التنموية والإستراتيجية، مصطفى یوسف، أن تطبيق "كلوب هاوس" سيمثل بالنسبة للحالة المصرية، نافذة تفاعلية جديدة وسيكون له إسهام كبير في زيادة الوعي ومعادلة أكاذيب إعلام الثورات المضادة، بحسب وصفه.

إسرائيل تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت من جديد، والأمم المتحدة تندد بـ "الهجوم المدمر" على النبطية

في هذا السياق، يقول الباحث المتخصص في الإعلام الجديد هيثم سعد، إن أهمية التطبيق تتمثل في التسويق السياسي، خصوصا في ما كان يعرف بدول الربيع العربي أو تلك التي تشهد نقاشات سياسية بين أطراف مختلفة، حيث تظهر في التطبيق أصوات مؤيدي الربيع العربي كما يمكن للأنظمة الدفع بمؤيديها للرد العكسي.

يبدو أن تطبيق "كلوب هاوس" للتفاعل الصوتي، بات نافذة جديدة للمصريين للتواصل والنقاش السياسي والاجتماعي، نور الإمارات في ظل استمرار التضييق على وسائل الإعلام التقليدية، وانتشار اللجان الإلكترونية أو "الذباب الإلكتروني" على مواقع التواصل الاجتماعي التقليدية مثل تويتر وفيسبوك.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *